يُعد فقدان السمع عند الكبار من أكثر المشكلات الشائعة مع التقدم في العمر. تعرّف على أسبابه، علاماته المبكرة، وأنجح طرق العلاج المتاحة، بما في ذلك السماعات الطبية وزراعة القوقعة.

ما هو فقدان السمع عند الكبار؟

فقدان السمع عند الكبار هو تراجع تدريجي في قدرة الإنسان على سماع الأصوات، وغالبًا ما يظهر بعد سن الـ50، ويؤثر بشكل ملحوظ على جودة الحياة، وخاصة في التواصل اليومي، العمل، والحياة الاجتماعية.

يسمى هذا النوع من الفقدان بـ “الصمم الشيخوخي” (Presbycusis)، وهو حالة طبيعية ناتجة عن تآكل الخلايا الحسية في الأذن الداخلية مع مرور الوقت.

ما هي أسباب فقدان السمع عند الكبار؟

تتعدد الأسباب، وأبرزها:

1. الشيخوخة الطبيعية

• تدهور خلايا القوقعة المسؤولة عن السمع مع التقدم في العمر.
• ضعف في الأعصاب التي تنقل الإشارات الصوتية إلى الدماغ.

2. التعرض الطويل للضوضاء

• الأصوات العالية في أماكن العمل أو استخدام سماعات الأذن لفترات طويلة.

3. التهابات الأذن المزمنة

• مثل التهاب الأذن الوسطى أو الداخلية المتكرر.

4. أمراض مزمنة

• مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب التي تؤثر على تدفق الدم للأذن.

5. تناول بعض الأدوية

• أدوية مضادة للسرطان، أو المضادات الحيوية من نوع أمينوغليكوزيد، قد تؤثر على السمع.

6. عوامل وراثية

• قد يكون لدى بعض الأشخاص استعداد جيني لفقدان السمع المبكر.

ما هي أعراض فقدان السمع عند الكبار؟

انتبه إلى هذه العلامات:

• صعوبة في سماع المحادثات، خاصة في الأماكن المزدحمة.
• طلب تكرار الكلام كثيرًا من الآخرين.
• رفع صوت التلفاز أو الهاتف بشكل مبالغ فيه.
• سماع طنين أو صفير في الأذن (Tinnitus).
• صعوبة في فهم الأصوات العالية أو الحادة (مثل صوت النساء أو الأطفال).
• الشعور بالعزلة أو الانزعاج عند التحدث في مجموعات.

كيف يتم تشخيص فقدان السمع؟

في عيادات السمع، يتم إجراء الفحوص التالية:

• قياس السمع Audiometry: لتحديد درجة ونوع فقدان السمع.
• اختبار ضغط الأذن Tympanometry: لفحص حالة الأذن الوسطى.
• اختبارات الكلام: لقياس قدرة الشخص على فهم الكلمات والجمل.

🩺 يُنصح بإجراء فحص سمع سنوي بعد سن الـ50، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي أو تعرض مهني للضوضاء.

ما هو علاج فقدان السمع عند الكبار؟

1. السماعات الطبية

أكثر الحلول شيوعًا وتقدم نتائج ممتازة في الحالات الخفيفة والمتوسطة. من أشهر الأنواع:

• BTE (خلف الأذن): مناسبة لكبار السن، وسهلة الاستخدام.
• RIC (مستقبل داخل القناة): تصميم متطور وصوت أوضح.
• ITE (داخل الأذن): أصغر حجمًا وأقل وضوحًا.

🛠 تُبرمج السماعة حسب نوع الفقدان، ويجب تركيبها تحت إشراف متخصص سمعيات.

2. زراعة القوقعة

في حالات فقدان السمع العميق أو الكامل، عندما لا تفيد السماعة، يمكن اللجوء إلى زراعة القوقعة، وهي:

• جهاز إلكتروني يُزرع داخل الأذن لتحفيز العصب السمعي مباشرة.
• مناسب للكبار الذين فقدوا السمع في مراحل متقدمة.
• يتطلب تقييمًا دقيقًا وتأهيلًا بعد العملية.

3. جلسات التأهيل السمعي

• تشمل تمارين للاستماع، فهم الكلام، والتأقلم مع الأجهزة.
• تساعد في تحسين التواصل وتقليل الإحباط الناتج عن فقدان السمع.

هل يمكن الوقاية من فقدان السمع عند الكبار؟

ليس دائمًا، لكن يمكن تأخير ظهوره أو تقليل أثره عبر:

• تجنب الضوضاء العالية واستخدام سدادات أذن عند الحاجة.
• التحكم في الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط.
• عدم استخدام الأدوية دون وصفة طبية.
• الفحص الدوري للسمع.

🤔 هل فقدان السمع يؤثر على الصحة النفسية؟

نعم. فقدان السمع قد يؤدي إلى:

• العزلة الاجتماعية: بسبب صعوبة التواصل.
• الاكتئاب والقلق: نتيجة فقدان القدرة على الاستمتاع بالحياة.
• تراجع الوظائف المعرفية: مثل التركيز والذاكرة، خاصة مع مرور الوقت دون علاج.

لذا يُعد التدخل المبكر أمرًا بالغ الأهمية لتجنب هذه المضاعفات.

متى أزور طبيب السمع؟

يُنصح بزيارة طبيب سمع مختص إذا لاحظت:

• طنين مزعج في الأذن.
• شعور بثقل أو انسداد في الأذن.
• صعوبة في متابعة المحادثات اليومية.
• تغير مفاجئ أو تدريجي في القدرة على السمع.

📞 لا تنتظر حتى تسوء الحالة. كلما بدأت العلاج مبكرًا، زادت فرصك في تحسين السمع والعودة لحياة طبيعية.

وأخيرا، فقدان السمع عند الكبار ليس أمرًا نادرًا، لكنه قابل للعلاج والتأقلم. بفضل التقدم الطبي، أصبحت السماعات الرقمية وزراعة القوقعة حلولًا فعالة تُعيد للأشخاص جودة الحياة والقدرة على التواصل بوضوح.

إذا كنت أنت أو أحد أحبائك يعاني من ضعف سمع، فلا تتردد في حجز موعد مع استشاري طب السمع والاتزان لإجراء التقييم المناسب وبدء خطة العلاج.